تقنية تحويل الصور إلى نصوص (OCR) – تحويل الصور إلى نصوص هو عملية تعتمد على استخدام تقنية “التعرف الضوئي على الحروف” أو ما يعرف اختصارًا بـ “OCR” (Optical Character Recognition). تعد هذه التقنية من أهم الابتكارات التكنولوجية التي تساعد في استخراج النصوص من الصور، المستندات المطبوعة، أو حتى الكتابات المكتوبة بخط اليد، وتحويلها إلى صيغة نصية يمكن تحريرها والبحث فيها بسهولة.
ما هي تقنية OCR؟
تقنية OCR هي عبارة عن مجموعة من العمليات التي تسمح للحواسيب والبرمجيات بقراءة النصوص الموجودة في الصور أو المستندات الممسوحة ضوئيًا وتحويلها إلى نصوص قابلة للتحرير. تشمل هذه العملية مجموعة من الخطوات بدءًا من معالجة الصورة وتنقيتها، وصولًا إلى التعرف على الحروف والكلمات.
كيف تعمل تقنية OCR؟
تعمل OCR على مراحل متعددة:
- مسح الصورة أو المستند: تبدأ العملية بمسح الصورة أو المستند باستخدام الماسحات الضوئية أو كاميرات الهواتف الذكية. تكون الصورة غالبًا عبارة عن صورة مستند مطبوع أو نص مكتوب بخط اليد.
- معالجة الصورة: يتم معالجة الصورة لتحسين جودتها، مثل تقليل الضوضاء أو تحسين التباين بين النص والخلفية. هذه الخطوة ضرورية لضمان أن النصوص ستكون واضحة وسهلة القراءة بالنسبة للبرنامج.
- التعرف على النصوص: في هذه المرحلة، يقوم البرنامج بتحليل الأجزاء المختلفة من الصورة للكشف عن الحروف والأرقام باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي. تعتمد هذه الخوارزميات على مطابقة الأشكال والعلامات بين الصورة والحروف المعروفة.
- تحويل النصوص إلى صيغة قابلة للتحرير: بعد التعرف على الحروف والكلمات، يتم تحويل النصوص إلى صيغة قابلة للتحرير (مثل ملفات Word أو نص عادي).
- التدقيق والتصحيح: يتم في بعض الأحيان تدقيق النصوص المستخرجة لتصحيح الأخطاء الناجمة عن أخطاء في التعرف على الحروف أو الكلمات (خاصة في حالة الكتابة اليدوية أو النصوص غير الواضحة).
تطبيقات تقنية OCR
تقنية OCR لها العديد من التطبيقات المفيدة في مجالات مختلفة، من بينها:
- المكتبات الرقمية: تستخدم OCR لتحويل الكتب والمخطوطات القديمة إلى صيغ رقمية قابلة للبحث، مما يسهل الوصول إلى المعلومات واستخدامها.
- إدارة المستندات: تستخدم الشركات OCR لتحويل المستندات الورقية إلى نسخ رقمية، مما يسهل تنظيم الملفات وتسهيل عملية البحث فيها.
- الترجمة: يمكن استخدام OCR لقراءة النصوص المكتوبة بلغات أخرى، وتحويلها إلى نص قابل للترجمة باستخدام أدوات الترجمة الآلية.
- التعامل مع الإيصالات والفواتير: تستخدم بعض التطبيقات OCR لاستخراج البيانات من الفواتير والإيصالات بشكل آلي، مما يسهل على الأفراد تتبع نفقاتهم.
- تحويل النصوص المكتوبة بخط اليد: يمكن لتقنية OCR التعرف على الكتابة اليدوية وتحويلها إلى نصوص قابلة للتحرير، ولكنها قد تكون أقل دقة مقارنة بالكتابات المطبوعة.
أدوات وتقنيات OCR
هناك العديد من الأدوات والتطبيقات المتاحة لتحويل الصور إلى نصوص باستخدام تقنية OCR. من أشهر هذه الأدوات:
- Tesseract: هو محرك مفتوح المصدر للتعرف الضوئي على الحروف، ويعتبر واحدًا من أكثر الأدوات شهرة في هذا المجال. يدعم العديد من اللغات وله تطبيقات في البرمجيات المفتوحة.
- Adobe Acrobat: يقدم تطبيق Adobe Acrobat أدوات OCR قوية لتحويل المستندات الممسوحة ضوئيًا إلى نصوص قابلة للتحرير.
- Google Keep: يتيح تطبيق Google Keep للمستخدمين استخدام OCR لاستخراج النصوص من الصور المخزنة في التطبيق.
- ABBYY FineReader: هو برنامج متقدم يستخدم في التعرف على النصوص وتحويل المستندات الممسوحة ضوئيًا إلى نصوص قابلة للتحرير.
- موقع https://www.onlineocr.net/
التحديات والقيود
رغم الفوائد الكبيرة لتقنية OCR، إلا أن هناك بعض التحديات التي قد تواجهها:
- دقة التعرف: قد تواجه تقنية OCR صعوبة في التعرف على النصوص غير الواضحة أو المكتوبة بخط يد غير دقيق، مما يؤدي إلى أخطاء في التحويل.
- اللغات الخاصة: يمكن أن تواجه البرامج صعوبة في التعرف على بعض اللغات أو الرموز الخاصة مثل الخطوط اليدوية أو النصوص المكتوبة في خط غير قياسي.
- الصور منخفضة الجودة: تؤثر جودة الصورة بشكل كبير على دقة التعرف. قد تكون الصور ذات الجودة المنخفضة أو التي تحتوي على الكثير من التشويش غير قابلة للتحويل بدقة.
تعد تقنية OCR من الأدوات الهامة التي تساعد في تسهيل التعامل مع النصوص الممسوحة ضوئيًا أو المكتوبة يدويًا. بفضل هذه التقنية، يمكن للعديد من الأشخاص والأنظمة معالجة النصوص بشكل أسرع وأكثر كفاءة. ومع تطور الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن تزداد دقة هذه التقنية في المستقبل، مما يزيد من استخدامها في العديد من التطبيقات اليومية.